ارتفعت أسعار النفط، في مستهل تعاملات اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر/كانون الأول (2024)، وذلك على الرغم من تجدّد المخاوف بشأن الطلب على النفط في الصين، بناءً على بيانات اقتصادية أصدرتها بكين تشير إلى تعثُّر واضح.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لحركة أسواق النفط العالمية، فإن هذا التحرك كان مدعومًا بدرجة كبيرة من حذر المستثمرين قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي" لاتخاذ القرار بشأن أسعار الفائدة.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت بنسبة 1% في نهاية تعاملات أمس الإثنين 16 ديسمبر/كانون الأول، لتنخفض من أعلى مستوى بلغته على مدى الأسابيع الأخيرة، والذي سجلته في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي المنتهي الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول.
وتحركت أسعار النفط إلى أسفل، على مدى الجلسات الأخيرة، مع قيام المتعاملين بجني الأرباح، انتظارًا لقرار البنك المركزي الأميركي، الذي من المقرر أن يعقد اجتماعه اليوم وغدًا 17 و18 ديسمبر/كانون الأول، لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة، إذ يتطلع المستثمرون إلى خفضها.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:30 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم فبراير/شباط 2025، بنحو 15 سنتًا، بنسبة 0.27%، إلى 74.11 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنحو 20 سنتًا، وبنسبة 0.115%، أي 70.85 دولارًا للبرميل، وفق الأسعار التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يشار إلى أن أسعار النفط كانت قد ارتفعت بنسبة 2%، في نهاية تعاملات الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول؛ مسجلةً أول ارتفاع أسبوعي لها منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعد أن عززت العقوبات الإضافية المفروضة على إيران وروسيا المخاوف بشأن الإمدادات.
وتعززت مكاسب الخامين القياسيين خلال الأسبوع الماضي، بسبب الآمال في أن تتسبب إجراءات التحفيز في الصين، أكبر مستوردي النفط عالميًا، في زيادة الطلب على النفط الخام، لا سيما بعد إعلان بكين تبنّي سياسة نقدية "متساهلة" خلال العام المقبل 2025؛ لتحفيز اقتصادها، في أول تخفيف لموقفها منذ 14 عامًا.
تحليل أسعار النفط
يرى محلل السوق لدى "آي جي" (IG) توني سيكامور أن أسعار النفط تأثرت بعمليات جني الأرباح، بعد الارتفاع الذي شهدته خلال الأسبوع الماضي بنسبة 6%، وعلى الرغم من مجموعة من البيانات الاقتصادية الصينية المخيّبة للآمال أمس الإثنين.
وكانت أسعار النفط قد انخفضت أمس الإثنين، بسبب الضعف غير المتوقع في بيانات إنفاق المستهلكين من الصين، على الرغم من قوة الناتج الصناعي، ومع انتقال المستثمرين إلى نمط انتظار قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيُعقَد يومَي الثلاثاء والأربعاء، ومن المتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
وسيلقي الاجتماع الضوء على مقدار ما يعتقد المسؤولون أنهم سيخفضون أسعار الفائدة في عامي 2025 و2026، وما إذا كان البنك المركزي سيقلّص التيسير تحسُّبًا لارتفاع التضخم في ظل إدارة ترمب القادمة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبها، قالت المحللة المالية في "إل إس إي جي" آنا فام، إن السوق سعّرت خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لذا فإن أيّ مفاجآت من جانب الاحتياطي الفيدرالي قد تُحرِّك سوق النفط، إذ يمكن أن تعزّز أسعار الفائدة المنخفضة النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
يشار إلى أن وكالة الطاقة الدولية كانت قد أعلنت في تقريرها الشهري -الأسبوع الماضي- أنه حتى مع إبقاء تحالف أوبك+ على تخفيضات الإنتاج، سيكون هناك فائض في العرض يبلغ 950 ألف برميل يوميًا في 2025، أي ما يقرب من 1% من المعروض العالمي.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت أمس الحزمة 15 كم من العقوبات الأوروبية على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، بما في ذلك تدابير أكثر صرامة ضد الكيانات الصينية وسفن "أسطول الظل" الروسي الذي لا يخضع للتنظيم أو التأمين من قبل مقدّمي الخدمات الغربيين التقليديين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..