عندما كان دونالد ترامب قطبًا عقاريًا، كانت ابنته إيفانكا تصمم فنادقه، وعندما كان يقدم برنامج تلفزيوني واقعي، كانت في غرفة اجتماعاته التلفزيونية وعندما كان يترشح لمنصب، كانت في حملته الانتخابية، وعندما أصبح رئيسًا، كان لديها مكتب في الجناح الغربي، ولكن في يناير 2021، وللمرة الأولى منذ أن كانت تبلغ من العمر 23 عامًا، غادرت واشنطن، ووفقًا لشبكة سي إن إن، فقد نفضت إيفانكا ترامب يديها من السياسة وتقول إنها لن تعود إليها.
وقالت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2022 بعد أن أعلن والدها عن ترشحه للمرة الثالثة للرئاسة: "أنا أحب والدي كثيرًا... وفي هذه المرة اخترت إعطاء الأولوية لأطفالي الصغار والحياة الخاصة التي ننشئها كعائلة. لا أخطط للانخراط في السياسة"، وقال مصدر مقرب من إيفانكا ترامب إن هذا البيان يظل صحيحًا بعد فوز دونالد ترامب في عام 2024، حيث تسعى هي وزوجها جاريد كوشنر إلى حياة خاصة نسبيًا في ميامي بولاية فلوريدا، حيث أمضيا السنوات الأربع الماضية بعيدًا عن الأضواء العامة إلى حد كبير.
ويمثل الوضع الراهن لابنة الرئيس تحولًا دراماتيكيًا لأحد أقرب مساعدي الرئيس السابق والمستقبلي، ولكنه تحول مقصود بعد السنوات الأربع الأولى الصعبة في البيت الأبيض، وواجهت إيفانكا ترامب التدقيق والنقد المستمرين بسبب القرارات التي اتخذها والدها، والتي لم تتمكن من التأثير عليها أو تعديلها بالكامل. لقد تعرضت للتنمر من قبل بعض الأصدقاء الليبراليين في دائرتها الاجتماعية في نيويورك، وأغلقت علامة تجارية ناجحة نسبيًا للملابس والإكسسوارات التي تحمل اسمها وسط أسئلة أخلاقية مستمرة. إن رحيلها عن السياسة يعني أن والدها لم يعد رئيسها - وهي تشق طريقًا جديدًا بأسلوب حياة مختلف تمامًا، وهو ما أصبح ممكنًا لأن أعمال عائلتها استفادت من القرب من الرئاسة والعلاقات الناتجة.
وقالت إيفانكا ترامب لـ "بودكاست ليكس فريدمان" في محادثة استمرت ثلاث ساعات في يوليو: "السياسة - إنها عالم مظلم إلى حد ما. هناك الكثير من الظلام، والكثير من السلبية، وهذا يتعارض حقًا مع ما أشعر أنه جيد بالنسبة لي كإنسان". وأضافت في ما كان أكثر انعكاساتها العامة جوهرية على وقتها في واشنطن وحياتها بعد ذلك: "وكما تعلم، إنها مهنة صعبة حقًا. لذلك بالنسبة لي ولأسرتي، يبدو من الصواب عدم المشاركة".
ولكن قد تكون الحياة الخاصة بعيدة المنال كعضو بارز في العائلة الأولى القادمة في أمريكا، وهي عائلة تتمتع بعلامة تجارية شخصية مزروعة بعناية ونفوذ كبير، وهي محبوبة لدى العديد من أنصار الرئيس المنتخب وهدف للعديد من منتقديه، وقال مصدر مقرب منها إنها لا تزال قريبة جدًا من والدها، الذي تتحدث معه بانتظام. ومن المرجح أن تستمر في تقديم المشورة له بشكل غير رسمي بشأن مجموعة من القضايا وراء الكواليس.
وذكرت ماجي كورديش، وهي صديقة قديمة انضمت إلى ترامب في الجناح الغربي لمدة عام للعمل على قضايا إجازة الأسرة المدفوعة الأجر: "إنها لا تزال ابنته، وصوتًا موثوقًا به، وبالتالي فهي مستشارة غير رسمية، كما نحن جميعًا مع أفراد عائلتنا".
وخلال فترة وجودها في البيت الأبيض، حرص الموظفون والمستشارون على تسليط الضوء على نجاحاتها وتقديم المشورة للرئيس. كانت هناك جهود قوية للعلاقات العامة في بعض الأحيان على مدار تلك السنوات الأربع لضمان حصولها على التقدير لعملها - والابتعاد عن السياسات المثيرة للجدل وبالتالي وجهت تركيزها إلى قضايا أقل استقطابًا مثل إصلاح العدالة الجنائية، ومكافحة الاتجار بالبشر وتنمية القوى العاملة.
ربما كان العمل الذي ترك العلامة الأكثر أهمية على السياسة الجمهورية هو جهودها نحو تشريع إجازة الأسرة المدفوعة الأجر والائتمان الضريبي للأطفال للأسر العاملة، وقال زميل سابق لإيفانكا: "لقد طرحت هذه القضايا الجمهورية. في الحقيقة، لم تكن قضايا جمهورية"، ومن المرجح أن تظل نصيحتها لوالدها تحت الرادار وذكر مصدر مطلع على تفكيرها أنه إذا اختارت إيفانكتا ترامب التدخل والتأثير خلال فترة ولاية والدها الثانية، "لن يكون ذلك شيئًا سيراه الناس علنًا".
من جانبه، يرفض كوشنر أيضًا أي دور رسمي في الإدارة القادمة، ولكن من المتوقع أن يكون مستشارًا خارجيًا محوريًا لجهود دونالد ترامب في الشرق الأوسط، مستفيدًا من علاقاته الوثيقة مع الزعماء الإقليميين. كما أن لديه مصالح مالية كبيرة في المنطقة، وفي إشارة إلى الثقة الضمنية التي يضعها الرئيس المنتخب في أفراد عائلته، تم اختيار والد جاريد كوشنر، تشارلز كوشنر، سفيرًا للولايات المتحدة في الأردن.