يبرز استهلاك الديزل المتجدد في أميركا بصفته محورًا حيويًا يدعم الجهود الحكومية للحدّ من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ومكافحة تغير المناخ.
وشهد الطلب على الديزل المتجدد في الولايات المتحدة ارتفاعًا بأكثر من 3 أضعاف في المدة بين عامي 2021 و2024 -حتى الآن-، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وخلال 3 سنوات، ارتفع استهلاك الديزل المتجدد في أميركا من 70 ألف برميل يوميًا في 2021، إلى 240 ألف برميل يوميًا خلال هذا العام.
ويُصنَّف الديزل الحيوي -أو المتجدد- وقودَ ديزل مشتقًا من الكتلة الحيوية، إذ ينتجان من مجموعة متنوعة من الدهون والزيوت والشحوم، ويمكن استعمالهما في محركات الديزل أو وقودًا للتدفئة.
وعزّز نمو استهلاك الديزل المتجدد في أميركا زيادة الاستثمارات في المشروعات المتعلقة؛ ما أدى إلى زيادة القدرة الإنتاجية.
ويدعم الاستثمار في الديزل المتجدد مجموعة من الحوافز السياسية، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية لوقود الديزل القائم على الكتلة الحيوية، والأهداف المتزايدة لمبادرات الوقود المتجدد في مختلف الولايات الأميركية، وأبرزها كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن.
وبسبب ذلك؛ فإن استهلاك الديزل المتجدد في أميركا يكون أغلبه بالساحل الغربي للولايات المتحدة، حيث توجد هذه الحوافز.
حصة الوقود الحيوي في استهلاك المقطرات 2024
تشير التقديرات إلى أن حصة الوقود الحيوي (المتضمنة استهلاك الديزل المتجدد في أميركا) من إجمالي استهلاك المقطرات في البلاد سترتفع إلى 9% في عام 2024، ما يمثّل 360 ألف برميل يوميًا، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
يأتي ذلك على الرغم من أن إجمالي استهلاك المقطرات في الولايات المتحدة سينخفض قليلًا في عام 2024 إلى متوسط 4.1 مليون برميل يوميًا.
ونما إنتاج الديزل المتجدد في أميركا بوتيرة ملحوظة؛ ما أدى إلى زيادة حصة الوقود الحيوي في الاستهلاك الكلي للمقطرات من 5% في عام 2021 إلى 8% عام 2023.
وبين عامي 2016 و2020، بلغ متوسط حصة الوقود الحيوي من إجمالي استهلاك المقطرات 4%، وفق بيانات اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
خصائص الديزل المتجدد والحيوي
يشترك الديزل المتجدد في خصائصه الكيميائية مع الديزل النفطي؛ ما يتيح نقله عبر البنية التحتية القائمة دون الحاجة إلى القيود المرتبطة بالمزج.
في المقابل، غالبًا ما يُخلط الديزل الحيوي مع النوع النفطي، ونظرًا لأن له خصائص كيميائية مختلفة عن الديزل التقليدي؛ فإنه عادةً ما يُمزج مع الديزل النفطي بمستويات لا تتجاوز 20%.
وبصفة عامة، يمكن استعمال كلٍّ من الديزل المتجدد والحيوي إمّا مع المقطرات الأخرى أو بمفردهما، وعلى أيّ حال، فإنهما يؤديان وظائف متشابهة، ولديهما القدرة على الحدّ من استهلاك المقطرات المعتمدة على الوقود الأحفوري.
واردات أميركا من الديزل المتجدد
خلال الأشهر الـ5 الأولى من عام 2024، زادت واردات الولايات المتحدة من الديزل المتجدد بنسبة 29% على أساس سنوي، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى متوسط 30 ألف برميل يوميًا.
وتوجّهت 98% من واردات الديزل المتجدد إلى الساحل الغربي في الولايات المتحدة، حيث توجد نسبة كبيرة من استهلاك الديزل المتجدد في أميركا.
وبين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2024، زادت حصة واردات الديزل القائم على الكتلة الحيوية -التي تشمل الديزل المتجدد والديزل الحيوي- بشكل ملحوظ ضمن إجمالي استهلاك الولايات المتحدة.
وخلال هذه المدة، شكَّل الديزل المستورد القائم على الكتلة الحيوية ما يقرب من 20% من إجمالي استهلاك هذا الوقود في أميركا، ما يمثّل ارتفاعًا من 15% في عام 2023، و10% عام 2022.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..