هل تواصل وظائف قطاع النفط والغاز النمو في مواجهة انخفاض الطلب؟

هل تواصل وظائف قطاع النفط والغاز النمو في مواجهة انخفاض الطلب؟
هل تواصل وظائف قطاع النفط والغاز النمو في مواجهة انخفاض الطلب؟

اقرأ في هذا المقال

  • وظائف النفط والغاز ترتفع 5% في عام 2023
  • الشرق الأوسط أبرز المسهِمين في نمو وظائف قطاع النفط والغاز
  • انخفاض الوظائف في قطاع التكرير بنحو 60 ألف وظيفة
  • مهارات عمال النفط والغاز تجذب قطاعات الطاقة الأخرى

ما يزال معدل نمو وظائف قطاع النفط والغاز يشكّل جزءًا حيويًا من سوق العمل العالمية، مع إضافة 590 ألف وظيفة في عام 2023.

وأدت مشروعات النفط والغاز الجديدة إلى نمو الوظائف بنسبة 5% هذا العام، لكنه يمثّل انخفاضًا عن الزيادة بنسبة 7% في عام 2022، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وما يزال قطاع النفط المسهِم الأكبر، مع إضافة 360 ألف وظيفة، في حين أسهم قطاع الغاز في توفير 230 ألف وظيفة جديدة، وكان الغاز المسال هو المحرك الرئيس لهذا النمو.

وتشير التوقعات إلى أن الاتجاه العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة سيؤدي إلى ضعف الطلب على الوقود الأحفوري تدريجيًا، ومن ثم انخفاض وظائف النفط والغاز، وسيكون التراجع أكثر حدّة في قطاع النفط.

نمو وظائف قطاع النفط والغاز في 2023

شهد عدد وظائف قطاع النفط والغاز زيادة ملحوظة خلال العام الماضي، مع ارتفاع إجمالي القوى العاملة إلى 12.4 مليونًا، مقارنة بـ11.8 مليونًا عام 2022، حسب تقرير لوكالة الطاقة الدولية.

وشغل قرابة 60% من العاملين في صناعة النفط والغاز خلال عام 2023 مهامّ تهدف إلى تعزيز القدرات الإنتاجية، مثل حفر الآبار وصناعة المعدّات وبناء البنية التحتية.

وكانت أفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية من أكثر المناطق المستفيدة من هذا النمو، وشهدت البرازيل، على وجه الخصوص، زيادة بالعاملين في القطاع بنسبة 15% خلال العام الماضي، وفق تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.

وفي عام 2023، واصلت منطقة الشرق الأوسط الهيمنة على وظائف قطاع النفط والغاز العالمية، حيث شكّلت أكثر من خمس الوظائف الجديدة.

الغاز المسال محرك رئيس لنمو العمالة

برز قطاع الغاز المسال كونه مسهِمًا رئيسًا في نمو وظائف قطاع الغاز خلال عام 2023، مع طفرة ملحوظة بالمشروعات الجديدة.

وعلى الرغم من أن الغاز المسال يمثّل 15% فقط من وظائف قطاع الغاز عالميًا، فإنه يشكّل ثلث النمو السنوي في القطاع، وفق بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

عمليات الحفر البحري ساهمت في نمو وظائف قطاع النفط والغاز
منصة في بحر الشمال -الصورة من موقع شل

وقادت أوروبا هذا الاتجاه، إذ ضاعفت استثمارات الغاز المسال 3 مرات، لتصل إلى قرابة 7 مليارات دولار في عام 2023، وعزز ذلك نمو الوظائف في المنطقة والمسار التصاعدي للقطاع، مع بناء محطات جديدة للاستيراد، رغبة منها في الابتعاد عن الإمدادات الروسية بعد حرب أوكرانيا.

وعلى غرار أوروبا، شهدت أميركا الشمالية زيادة كبيرة في الوظائف المتعلقة بالغاز المسال، ويرجع ذلك إلى بناء محطات جديدة للتصدير.

تراجع وظائف قطاع التكرير

بينما ارتفعت معدلات وظائف الغاز المسال، تراجعَ معدل وظائف قطاع التكرير وسط تحديات بسبب ضعف الطلب على المشتقات النفطية.

فقد بدأ قطاع التكرير العالمي، الذي كان مدفوعًا باحتياجات وقود النقل البري، يشهد انخفاضًا في الطلب، وخاصة في الصين والاقتصادات المتقدمة مثل أوروبا.

ومع اكتساب المركبات الكهربائية حصة في السوق وانخفاض الطلب على البنزين والديزل بنسبة 2% عالميًا في عام 2023، تقلصت معدلات الوظائف في قطاع التكرير عالميًا بنحو 60 ألف وظيفة، عقب إغلاق العديد من المصافي في جميع أنحاء أوروبا واليابان ودول أخرى.

وقد تأخرت عمليات إغلاق هذه المصافي -المخطط لها منذ سنوات- بسبب ارتفاع هوامش التكرير بعد غزو روسيا أوكرانيا.

مستقبل وظائف قطاع النفط والغاز

سيكون مستقبل وظائف قطاع النفط والغاز مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بوتيرة التحول العالمي في قطاع الطاقة.

ومع التحول نحو الطاقة النظيفة، ترى وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى ذروته بحلول عام 2030، ما يحدّ من نمو الوظائف في القطاع، لكن توقعات "الذروة" من الوكالة يقابلها تشكيك كبير من عدّة مؤسسات أخرى معنية بالقطاع، على رأسها منظمة أوبك، التي لا ترى ذروة للطلب على الخام.

ووفقًا للسياسات الحالية، سيشهد إنتاج النفط والغاز نموًا بطيئًا حتى نهاية العقد، مع زيادة إنتاج النفط بنسبة 1%، و5% للغاز، بحلول عام 2030، وسترتفع معدلات وظائف قطاع النفط والغاز، لتضيف نحو 290 ألف وظيفة، ليصل الإجمالي إلى 12.7 شخص بحلول نهاية العقد.

الغاز المسال ساهم في نمو وظائف قطاع النفط والغاز
منصة لإنتاج الغاز المسال - الصورة من موقع غرفة الطاقة في ترينيداد وتوباغو

ومع ذلك، سيؤدي تسريع خطط تحول الطاقة، وفقًا لسيناريو الحياد الكربوني، إلى انخفاض كبير في الطلب على النفط والغاز، ومن ثم تراجع إنتاجهما بنسبة 22% و14% على بحلول عام 2030.

ونتيجة لذلك، قد ينخفض معدل وظائف قطاع النفط والغاز بمقدار الثلث بحلول نهاية العقد، وفق وكالة الطاقة الدولية.

من جهتها، تستعد الشركات لهذه التطورات الحاصلة بتنويع محافظها الاستثمارية، واستكشاف الفرص في مصادر الطاقة المتجددة والوقود البديل، مثل الهيدروجين.

وتوقّع تقرير وكالة الطاقة الدولية أن يتزايد الطلب على العمالة في قطاع النفط والغاز من القطاعات الأخرى، مثل الطاقة الحرارية الأرضية واحتجاز الكربون؛ نظرًا لتمتُّعها بمهارات وخبرات متقدمة.

نمو وظائف قطاع الطاقة عالميًا

أشار أحدث تقرير لوكالة الطاقة الدولية إلى أن وظائف قطاع الطاقة نمت بنسبة 3.8% خلال عام 2023، حيث أضاف 2.5 مليون وظيفة جديدة، ليصل الإجمالي إلى 68 مليونًا.

وقاد قطاع التقنيات النظيفة هذه الطفرة بإضافة 1.5 مليون وظيفة جديدة، بقيادة الطاقة الشمسية (500 ألف وظيفة) والسيارات الكهربائية والبطاريات 410 آلاف وظيفة.

بينما وفّر قطاع الوقود الأحفوري 940 ألف وظيفة، منها قرابة 600 ألف من وظائف قطاع النفط والغاز، في المقابل، تراجع عدد الوظائف بقطاع الفحم للعام الثالث على التوالي بنحو 1%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حركة الجهاد تعلن استشهاد بعض عناصرها خلال القصف الإسرائيلي على دمشق
التالى ريال مدريد يحدد بديل “إيدير ميليتاو” في الميركاتو الشتوي