صدر عن منشورات “ضفاف” ودار “سامح” للنشر ومنشورات “الاختلاف” كتاب جديد للأستاذ زهير اليعكوبي بعنوان “الولادة الجديدة.. الفلسفة كطريقة في العيش”، يتناول فيه الفلسفة من منظور جديد، باعتبارها أسلوبا للحياة اليومية ونهجا جديدا يسعى إلى تحقيق الوعي الذاتي وتطوير الروح.
ويهدف الكتاب إلى إعادة تعريف الفلسفة، ليس بوصفها مجرد نظريات وأفكار مجردة، بل منهجا شاملا يمكن من خلاله تحسين جودة الحياة والسعي نحو تحقيق الكمال الداخلي.
ووفق معطيات حول الإصدار، فإن الكتاب يقع في 216 صفحة بحجم 17×24، ويضم قسمين أساسيين: يعرض القسم الأول كيف كانت الفلسفة القديمة تمثل طريقة في العيش ومجموعة من التمارين الروحية، التي تسعى إلى تحقيق الحكمة والانسجام الداخلي، مبرزا الفرق بين غايات الفلسفة القديمة ووسائلها، ومشيرا إلى أن “الفلاسفة القدماء لم يكونوا يسعون فقط إلى المعرفة النظرية، بل إلى تحقيق التوازن الروحي والنفسي من خلال ممارسات فلسفية تأملية”.
أما القسم الثاني فيتطرق إلى عودة الفلسفة كمنهج للحياة في العصر الحديث من خلال أعمال ثلاثة فلاسفة بارزين، هم هنري دافيد ثورو، ولودفيغ فيتغنشتاين، وريتشارد رورتي، ويبرز كيف أن هؤلاء الفلاسفة أظهروا الفلسفة كوسيلة لتحقيق السلام الداخلي والتحرر الفكري، مؤكدين أن “الفلسفة يمكن أن تكون مصدرا للقوة النفسية ومساعدة الفرد على مواجهة تحديات الحياة اليومية”.
ويطرح الكتاب رؤية نقدية للمناهج التقليدية التي تتعامل مع الفلسفة كدراسة أكاديمية مجردة، مؤكدا على ضرورة العودة إلى الجذور الروحية والتجريبية للفلسفة كطريقة للعيش.
ويقدم اليعكوبي دعوة مفتوحة للتفكير في كيفية تبني الفلسفة كأسلوب عملي لحياة أكثر وعيا، حيث يمكن للفرد تطبيق المبادئ الفلسفية عبر التمارين الروحية والتأمل، مما يجعل الكتاب مرجعا ثريا للراغبين في اعتماد نهج فلسفي شامل.
ويمثل “الولادة الجديدة” دعوة للتفكر وإعادة تشكيل الحياة وفق القيم الفلسفية، في مسعى لبناء تجربة حياتية تحقق السلام الداخلي وتعزز العلاقة بين الفكر والعمل. ويعيد الكتاب إلى الأذهان أهمية الفلسفة ليس كعلم نظري، بل كأسلوب عيش يمكن أن يسهم بعمق في تحسين نوعية الحياة.