التربية والتعليم: لائحة انضباط مدرسى تحدد أربع مخالفات وعقوبات لمرتكبيها من ضمنها التنمر وتهديد الزملاء والإساءة اللفظية
مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر: غياب الوعى الأسرى ينعكس بالسلب على تربية النشء
استشارى تعديل سلوك: تبنى الأسرة ثقافة «العنف.. واللى يضربك اضربه» سبب رئيسى فى انتشار العنف
الحزاوى: إطلاق مبادرة «التربية أولًا» وتفعيل دور الأخصائى الاجتماعى والأنشطة المدرسية أبرز أساليب القضاء على العنف
صفوت: تكرار مشاهد العنف فى الإعلام والسوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية خطر يهدم النشء
حادثة «صادمة» أفزعت المجتمع المصري، خاصةً أولياء الأمور والقائمين على العملية التربوية والتعليمية، بعد وفاة طالب إثر طعنة فى القلب فى إحدى مدارس بورسعيد على يد زميله بالمدرسة، الواقعة نزعت النقاب عن ظاهرة العنف المدرسي، والتنمر التى تحاول وزارة التربية والتعليم منذ سنوات محاربتها ووقف نزيفها بين الطلاب فى المدارس، إلا أن الواقعة أيضًا أثارت تساؤلات عديدة حول أسباب انتشار العنف فى صور كثيرة بين النشء والطلاب ليتحول إلى جريمة.
حادثة بورسعيد لم تكن الأخيرة، حيث تسبب طالب فى وفاة زميله، بعد أن قام بدفعه إثر خلاف بينهما حول دفع حساب المشروبات فى أحد المقاهى بمنطقة شبرا مصر خلال شهر نوفمبر، تكرار حوادث العنف بين الطلاب جرس إنذار للأسرة والمدرسة وأولياء الأمور والقائمين على التربية والتعليم فى المجتمع، فهناك حوادث صغيرة متكررة من مشاجرات أو تنمر بين الطلاب وبعضهم البعض على مستويات مختلفة من المراحل الابتدائية إلى الثانوية لا تتم معالجته، وعلى الرغم من محاولات وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف من ضبط الجزاءات والعقوبات لعدم تكرار المخالفات المدرسية من خلال وضع لائحة انضباط مدرسية.
«البوابة» حاورت خبراء علم النفس والاجتماع والإعلام وأولياء الأمور للوصول إلى أسباب تكرار العنف المدرسى بين الطلاب وسبل حل هذه القضية.
أسباب نفسية
من جهته أوضح دكتور مجدى استشارات أسرية وتعديل السلوك، أن استخدام العنف بين الطلاب هو سلوك غير سوى والتربية والبيئة التى نشأ بها هى العامل الأساسى فى ذلك، خاصة إذا كانت الأسرة تدعم العنف والضرب بين الأطفال، وتستخدم ألفاظا مثل "اللى يضربك اضربه.. خد حقك بإيدك"، فبالتالى سيدعم الطفل ثقافة العنف بشكل تلقائى مع أى شخص، وهى المشكلة التى تقابلنا فى المدرسة.
وأشار إلى أن التدليل الزائد يتسبب أيضًا فى تبنى الطفل سلوكيات العنف، وفى هذه الحالة قناعة ولى الأمر أو الأسرة فى علاج الأمر فى بالغ الأهمية.
وأضاف الاستشارى النفسى أن المدرسة لا تستطيع بمفردها تقويم الطفل ويجب تكاتف الأسرة والمدرسة معا، فالطفل يحتاج إلى تعديل سلوك وهو يستغرق مدة طويلة، وفى النطاق الآخر يجب توعية الأطفال على الطرف الثانى الذين يتعرضون للعنف كيف يحمى نفسه والحدود التى يتعامل بها مع الآخرين، ورد فعله على الأمر، وذلك يحتاج دعم الطفل نفسيا للحفاظ على نفسه من العنف وفى دفع الضرر بدون عنف أيضًا.
غياب الأسرة أثر على تربية النشء
فيما قالت الخبيرة الأسرية داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر إن أحداث العنف المؤسفة التى حدثت فى المدارس خلال الأيام الماضية تحتاج إلى وقفة وعدم التهاون واتخاذ وزارة التربية والتعليم جميع الإجراءات اللازمة؛ لضمان عدم تكراره، فمن حق أولادنا الطلاب بيئة تعليمية آمنة.
وأضافت الحزاوى فى تصريحات لـ"البوابة" أنها تطالب وزارة التربية والتعليم بالنظر من جديد فى لائحة الانضباط المدرسية التى أقرتها الوزارة مع بداية العام الدراسى الحالي، وتغليظ العقوبة فى آليات التعامل مع المخالفات.
وأوضحت أن هناك تجاوزات لا يصبح مجديًا معها التعامل بالتنبيه الشفوي، أو التحذيرات الكتابية، أو الأداءات التى تُفرض على الطالب من خلال قيامه بأداء مهام مدرسية إضافية ضمن العقوبات المقررة من وزارة التعليم.
من جهتها قالت الدكتورة ليديا صفوت إبراهيم مدرس الإعلام فى كلية البنات جامعة عين شمس، إن هناك عدة أسباب تدفع إلى العنف بشكل عام والعنف المدرسى هو أحد مظاهر العنف عموما التى يعانى منها الاطفال، ومن أهم هذه الأسباب أو العوامل المؤدية للعنف: الاسرة، المدرسة، الأصدقاء، وسائل الإعلام، والانتشار الواسع والسريع للتكنولوجيا.
وأوضحت "صفوت" فى تصريحات لـ البوابة، أن جميع هذه الأسباب مرتبطة ببعضها فمثلا الخلافات داخل الأسرة التى تؤدى إلى العنف اللفظى أو البدنى بين الزوجين أو بينهم وبين الأبناء لا شك تؤثر فى ظهور العنف بشكل عام لدى الأطفال وأحد مظاهره العنف المدرسي، لأن الطفل ينشأ على هذه الصور ويراها طبيعية بل أحيانا يراها وسيلة الحوار مع الآخرين.
التنمر والكبت النفسي
وأوضحت د. ليديا صفوت أن التفرقة بين الأبناء أو التقليل من شأن الطفل أمام الآخرين أو مقارنته بغيره من الأطفال يولد لدى الطفل شعورا بالنقص والكبت الذى قد يخرج فى شكل سلوك عدوانى نتيجة رفض أسرته له، وأضافت أن قيام بعض الأسر بالتنمر على أولادها من باب المزاح فإما أن يعتقد الطفل أن هذا هو السلوك المقبول فيكرره مع الآخرين أو يسقطه على غيره من أصدقائه نظرا لعدم قدرته على مواجهة الكبار الذين يتنمرون عليه، مشيرة إلى أن هذه المشكلة متكررة فى الكثير من الأسر باختلاف المستوى الاجتماعى والاقتصادي؛ نتيجة كثرة الضغوط والأعباء الملقاه على كاهل الوالدين فى الوقت الحالى أو لعدم وعيهم بأهمية تفهم مشاعر الطفل فكثير من الأسر تعتقد أن الاهتمام بالطفل قاصر على الغذاء والكساء والتعليم والعلاج فقط وعلى الجانب الآخر يسهم التدليل الزائد فى خلق العنف لدى الأطفال إذا لم يحصل على ما يريده.
تأثيرات الإعلام والسوشيال ميديا
على الجانب الآخر كشفت مدرس الإعلام أن المضامين المقدمة فى وسائل الإعلام والسوشيال ميديا تؤثر فى زيادة العنف لدى الأطفال ومن بينها الدراما المقدمة فإذا أخذنا الدراما المصرية كنموذج نجد انتشار مظاهر العنف بأشكاله المختلفة، بدءًا من العنف اللفظى أو التنمر وانتهاء بالقتل أو التخريب إلى آخر مظاهر العنف فى الدراما المصرية منذ ما يقرب من ١٠ أو ١٥ عاما بدعوى أننا نعكس الظواهر الاجتماعية الموجودة فى المجتمع.
وأضافت "صفوت" أن مشكلة تكرار هذه المظاهر فى الكثير من الأعمال من شأنه زيادة تأثيرها على الجمهور بكافة مستوياته وفئاته العمرية وذلك فى ظل غياب دور الأسرة والمدرسة وانخفاض مستوى الوعى بشكل عام، خاصة إذا كان أبطال هذه الأعمال الدرامية هم نجوم محبوبة ومفضلة لدى الجمهور فيسعون إلى تقليد تصرفاتهم وهذا الأمر موجود وأوضحته الكثير من الدراسات السابقة منذ زمن بعيد.
وحذرت "صفوت" من أن الأخطر اليوم هو الانتشار الكبير للتكنولوجيا وما ترتب على ذلك من زيادة المنصات التى تقدم أعمالا درامية بالإضافة لانتشار مقاطع الفيديو التى تحمل بعض مظاهر العنف أو الألفاظ غير اللائقة المأخوذة عن الأعمال الدرامية بحجة أنها trend، وبالتالى يزداد انتشارها وتأثيرها وطبعا هذا لا يعنى أن كل ما يقدم من أعمال درامية سيئة فهناك الكثير من الأعمال الجادة والتى تؤثر بدورها أيضا فى تدعيم قيم إيجابية بل وتعديل بعض القوانين أيضا والأمثلة على ذلك كثيرة.
ومن جهة أخرى نوهت إلى أن المشكلة ليست فى الدراما فقط بل إن تأثير السوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية والموبايل وغيرها من الوسائل التى يقضى معها الأطفال أغلب وقتهم عليه، أمر خطير جدًا، خاصة أنه فى بعض الأحيان لا تعلم الأسر ما يشاهده الطفل على الموبايل أو الألعاب التى يلعبها عليه فقد يصل الأمر فى بعض الأحيان إلى الانتحار فضلا عن المضامين التى تبث أفكارا وقيما هدامة فلا يقتصر الأمر هنا على العنف فى حدود المدرسة فقط بل من شأن هذه الأفكار هدم جيل كامل.
فضلا عن أن كثرة تعرض الطفل لهذه الشاشات سواء موبايل أو تابلت أو أى ألعاب إلكترونية يؤثر على زيادة العنف عندهم لأنهم يخزنون طاقة بتظهر فى شكل بعض مظاهر العنف ولكننى ما زلت أرى أن كل التأثيرات ستظل محدودة فى ظل توجيه ومتابعة الأسرة والمدرسة ومن هنا تبدأ البدائل التى يمكن أن تساهم فى حل هذه المشكلة.
عودة دور الأخصائى والأنشطة المدرسية
ونحو حل أزمة العنف المدرسى بين الطلاب قالت داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف أولياء مصر إن من أمن العقاب أساء الأدب، كما نرجو أن يكون هناك اتجاه لتفريغ طاقات الطلاب من خلال تفعيل الأنشطة داخل المدارس ووزارة الشباب والرياضة؛ حيث إن إدخال الرياضة فى المدارس تساعد على بناء شخصية الطلاب، ولها دور فى غرس القيم والأخلاق مثل ضبط النفس والتعاون وتقبل الهزيمة والإصرار على التفوق والالتزام بالقواعد والقوانين وغيرها من الخصال الكريمة.
وأشارت "الحزاوي" إلى ضرورة عودة الدور الفعّال للأخصائى الاجتماعى لتعديل السلوكيات غير المنضبطة ويكون هناك تواصل مع الأسرة باستمرار لمعالجة الخلل، كما أنه يجب على الأسرة القيام بمتابعة أحوال أبنائهم، فمع الانشغال بتوفير الجانب المادى تغّيب دور الأسرة وأصبح التربية فى نظرهم هو توفير الاحتياجات من مأكل ومشرب وملبس فقط، متناسين تماما أهمية اداء الدور التربوى والرقابى والتوجيهي.
وأضافت الحزاوى أن هناك مبادرة على عاتق ائتلاف أولياء أمور مصر تحت اسم "التربية أولا" حيث تهدف المبادرة إلى إحياء القيم الاخلاقية بالتعاون مع المدارس والبيت والإعلام.
وفى الإطار نفسه نوهت د. ليديا صفوت مدرس الإعلام إلى أن المدرسة قد تؤدى إلى زيادة العنف لدى الأطفال فى حالة عدم وجود رقابة جيدة على الطفل وأقصد هنا كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل العدوانية بالشكل الملائم فقد يحتاج الطفل العدوانى إلى من يسمعه ويهتم به بدلا من العقاب المباشر والذى قد يؤدى فى بعض الحالات إلى نتائج عكسية وارتباطا بهذه النقطة أيضا أن بعض المدرسين يتغافلون عن بعض أشكال العنف بين التلاميذ مثل التنمر أو الشغب أو إتلاف مقتنيات التلاميذ وغيرها دون التعامل معها فهذا يكسب بعض الأولاد السلوكيات العدوانية دفاعا عن أنفسهم.
هذا إضافة إلى المقارنة بين التلاميذ فى المدرسة وتقليد الأصدقاء سواء بالتنمر أو بالعنف البدنى يمكن أن يؤثر على زيادة العنف إذا لم يتم مواجهته وعلاجه بحكمة من قبل المدرسة ولا شك أننا نعود هنا مرة أخرى لقضية الوعى لدى إدارة المدرسة والتى تظهر فى علاج هذه المظاهر وتحتاج إلى تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة (مدرسين، عاملين، إدارة المدرسة) .
إجراءات استباقية
مع بداية العام الدراسى الجديد أصدرت وزارة التربية والتعليم لائحة الانضباط المدرسى وشددت على عقوبات مختلفة وفق درجة المخالفة، حيث تحتوى على ٣ مخالفات تشمل مخالفات الدرجة الأولى البسيطة مثل التأخر عن الطابور الصباحى أو عدم حضوره، والتأخر عن الحضور فى الوقت المحدد لبدء الحصة الدراسية، وعدم الالتزام بالزى المدرسي، أو الرياضى الخاص بالمدرسة، دون عذر مقبول، تطويل الشعر للأولاد أو القصات الغريبة للأولاد والبنات، عدم إحضار الكتب والأدوات المدرسية.
أما مخالفات الدرجة الثانية متوسطة الخطورة والتى تشمل التغيب عن المدرسة، دون عذر مقبول فى أى وقت، بما فيها قبل وبعد الإجازات والعطل ونهاية الأسبوع، وقبل الامتحانات، الدخول إلى الفصل والخروج منه وقت الحصة دون استئذان، عدم حضور الأنشطة والفعاليات المدرسية دون عذر مقبول، التحريض على الشجار، أو تهديد أو تخويف أى من الزملاء فى المدرسة، إتيان ما من شأنه مخالفة الآداب العامة أو النظام العام بالمدرسة، وقيم وعادات المجتمع كالتشبه بالجنس الآخر فى الملبس والمظهر كقصات الشعر، ووضع مساحيق التجميل على سبيل المثال، الكتابة على الأثاث المدرسي، أو مقاعد الحافلات المدرسية، أو اللعب بجرس الإنذار أو المصعد، إحضار الهاتف المحمول، أو إساءة استعمال أى من وسائل الاتصال.
أما مخالفات الدرجة الثالثة الخطيرة فتشمل التنمر بأنواعه، وأشكاله المختلفة، والغش أو الشروع فيه، نقل ونسخ الواجبات والتقارير، والأبحاث أو المشاريع، ونسبتها لنفسه، الإساءة اللفظية، والتطاول على الطلاب أو العاملين أو ضيوف المدرسة، التدخين داخل حرم المدرسة، وحيازة أدواته، ورفض التجاوب مع تعليمات التفتيش أو تسليم المواد الممنوعة، الخروج من المدرسة دون إذن، أو الهروب منها أثناء اليوم الدراسي، ومحاولة التشهير بالزملاء، انتحال صفة الغير فى المعاملات المدرسية، أو تزوير الوثائق الخاصة بالمدرسة، إتلاف أو تخريب أثاث وأدوات المدرسة، ومرافقها، والاستيلاء عليها.
أما مخالفات الدرجة الرابعة شديدة الخطورة فهى ارتكاب أفعال تمثل جرائم جنائية، يعاقب عليها القانون.
عقوبات صارمة
وأصدرت وزارة التربية والتعليم آلية التعامل مع المخالفات تشمل تدرجات حسب نوع المخالفة مثل: التنبيه الشفوي، والتنبيه الكتابي، قيام الطالب بأداء مهام مدرسية إضافية وبعد انتهاء اليوم الدراسي، قيام الطالب بأداء مهام وأعمال أخرى مدرسية إضافية بعد انتهاء اليوم الدراسي، خصم بعض أو كل درجات السلوك فى مادة أو أكثر، تحويل الطالب للأخصائى الاجتماعي، واستدعاء ولى الأمر.
وترتفع العقوبات إلى الفصل المؤقت من المدرسة لمدة أسبوع، والفصل المؤقت من المدرسة لمدة أسبوعين، ثم الفصل المؤقت من المدرسة حتى نهاية الفصل الدراسي، ثم الفصل المؤقت من المدرسة لمدة عام دراسى كامل، ثم النقل تأديبيًّا إلى مدرسة أخرى، وتحويل الطالب لنظام الدراسة من الخارج.
آليات تنفيذية لمديرى المدارس
فى الإطار نفسه وجه محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم، فى لقاء موسع خلال شهر نوفمبر مع أكثر من ٢٧٠٠ مدير مدرسة على مستوى محافظات الجمهورية، لمتابعة وتقييم الإجراءات والآليات المنفذة بالمدارس لضمان انضباط العام الدراسي، ومتابعة وتقييم الآليات والقرارات المنظمة للعملية التعليمية وبحث كافة المعوقات التى تواجههم فى الميدان على أرض الواقع.
وأكد الوزير على ضرورة تحقيق جودة التعليم داخل الفصول، والانضباط داخل المدارس باعتبارها على رأس أولويات الوزارة، وكيفية التعامل مع أولياء الأمور والطلاب، وكيفية حل المشاكل التى تواجه العملية التعليمية داخل المدرسة.
وشدد الوزير على تطبيق لائحة التحفيز التربوى والانضباط المدرسي، بحزم والتى تمنح مدير المدرسة طرق التحفيز وآليات التنفيذ بشكل حاسم وحازم لحل المشكلات التى تواجهه داخل المدرسة لتحقيق الانضباط.
تكامل مجتمعى لوقف العنف
ترى الدكتورة ليديا صفوت مدرس الإعلام بعين شمس، أهمية تكاتف المجتمع بكل فئاته وجميع المؤسسات لوضع حد لهذه القضية الشائكة، من خلال ضرورة رفع وعى المجتمع بأهمية هذه القضية ولنبدأ بالأسرة والاهتمام برفع وعيها ويمكن ذلك مثلا عن طريق مراكز المشورة الأسرية والتى تقوم بعقد دورات تدريبية كثيرة لتأهيل الزوجين لتربية أبنائهم وكيفية مواجهة المشكلات.
وأكدت على أهمية عرض الأبناء ذوى العنف على طبيب نفسى أو متخصص فى مجال الصحة النفسية حتى لا تتفاقم المشكلة.
وأشارت إلى أهمية أن يؤدى الإعلام والسوشيال ميديا دورا كبيرا فى هذه المجالات المرتبطة بالتوعية من خلال حملات إعلامية وفق خطط لها أهداف واضحة ويمكن أن يشترك الإعلام التقليدى مع الإعلام الجديد فى تقديم هذه الحملات لضمان سرعة الانتشار بين الجماهير بمختلف خصائصها بالإضافة للمبادرات التى يمكن أن تشترك فيها العديد من المنظمات المرتبطة بحقوق الطفل مثلا وغيرها من المنظمات والهيئات المهتمة بهذه القضية فهذه المبادرات على السوشيال ميديا مثل حملة لا للتنمر.
بالإضافة إلى الاستعانة بالأعمال المقدمة للأطفال مثل يحيى وكنوز وعرضها للأطفال لتدعيم القيم الإيجابية لديهم ومن ثم يسهم ذلك فى تعديل السلوكيات.. بالإضافة إلى دور المدرسة التوعوى والذى يسير بالتوازى مع دور الأسرة، أيضا المؤسسات الدينية لها دور فى غرس القيم الإيجابية لدى الطفل فى رأيى أن تعديل السلوك العنيف سواء فى المدرسة أو خارجها يحتاج إلى تضافر العديد من المؤسسات كما سبق وذكرنا كالأسرة، المدرسة، المؤسسات الدينية، الإعلام، منظمات المجتمع المدنى المهتمة بهذا المجال، أيضا من المهم أن يمارس الطفل رياضة تناسبه ليخرج هذه الطاقة بشكل إيجابي.