في إطار تقييم الموقف لحريق مجمع الغاز الجزائري، زار الرئيس المدير العام للمنشأة رشيد حشيشي، موقع الحادث؛ لمتابعة الجهود المبذولة للتعامل مع الأضرار الناجمة عنه، وضمان استقرار العمليات.
وتفقد حشيشي الموقع المتضرر، وتلقّى عرضًا تفصيليًا عن الحادث والإجراءات المُتّخذة للحد من آثاره؛ إذ نُفِّذت تدابير سريعة لعزل خط الإنتاج المتضرر عن الخطوط الـ3 الأخرى للمركب؛ ما أسهم في ضمان استمرارية العمليات دون انقطاع كبير.
وفي إطار متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات الحادث، تنشر أول صور من موقع الحريق، الذي اندلع الأربعاء 27 نوفمبر 2024، في خط الإنتاج رقم 1 بمركب معالجة الغاز "ألرار" التابع لمجمع سوناطراك في ولاية إيليزي.
ويُعد مركب "ألرار" من أبرز المنشآت بقطاع الغاز في الجزائر، ما يضع حادث الحريق في سياق أهمية إستراتيجية كبرى للمجمع وللاقتصاد الوطني.
التقرير التقني
أكد التقرير التقني أهمية الإجراءات الوقائية التي اتخذت لضمان سلامة المنشآت والعاملين، ما انعكس إيجابًا في الحد من الخسائر البشرية التي لم تسجل أي وفيات، نتيجة سرعة الاستجابة وكفاءة الفرق الميدانية.
وركّز الاجتماع الذي عقده حشيشي مع المسؤولين والفرق التقنية العاملة بالموقع، خلال الزيارة، على تقييم فاعلية التدابير التي نُفّذت حيال حريق مجمع الغاز الجزائري وخطة العمل المقترحة لإعادة تشغيل الخطوط الـ3 السليمة في المركب.
وطالب حشيشي فريق الخبراء المكلف بالتحقيق بإجراء دراسة دقيقة لمعرفة الأسباب الجذرية لحريق مجمع الغاز الجزائري وتقديم توصيات لمنع تكراره مستقبلًا.
وأشار إلى أهمية الالتزام الصارم بمعايير السلامة وتطبيقها في جميع مراحل العمل، مشددًا على ضرورة تعزيز برامج التدريب المخصصة لإدارة الأزمات وتوفير الموارد الضرورية لضمان استمرارية العمليات التشغيلية بأمان.
استجابة فرق العمل الميدانية
أشاد حشيشي بسرعة استجابة فرق العمل الميدانية وكفاءتها في احتواء حريق مجمع الغاز الجزائري ومنع انتشاره.
وقال الرئيس المدير العام للمجمع إن سلامة العمال والمنشآت تظل على رأس أولويات سوناطراك؛ إذ التقى عمال المنطقة الإنتاجية، وحثهم على مواصلة العمل بروح التحدي لإعادة تشغيل السلاسل الـ3 السليمة من خطوط الإنتاج بنجاح في الأيام المقبلة.
وتعكس هذه الزيارة تأكيد مجمع سوناطراك على الجاهزية لمواجهة الأزمات والعمل بسرعة على استعادة النشاط الطبيعي في مركب "ألرار".
ويبرز حادث حريق مجمع الغاز الجزائري التزام المجمع بتعزيز معايير السلامة ومراجعة الخطط التشغيلية لضمان استمرار العمل بشكل آمن وفعّال.
مركب معالجة الغاز "ألرار"
يُعد مركب معالجة الغاز "ألرار"، الواقع في ولاية إيليزي، من المنشآت الإستراتيجية التابعة لمجمع سوناطراك، ويتكون من مصنعين رئيسين يؤديان عمليات إنتاجية متكاملة. في المصنع الأول، تُنفّذ عملية فصل وضغط الغاز المنتج، ليُضَخ نحو المصنع الثاني المخصص للمعالجة. في هذا المصنع، تُستخرج المكثفات الرئيسة بطاقة إنتاجية تصل إلى 2300 طن يوميًا، بالإضافة إلى إنتاج غاز النفط المسال بطاقة 2500 طن يوميًا.
بعد اكتمال عملية المعالجة، يُرسل الغاز الطبيعي المُعالج مباشرة عبر شبكة قنوات التحويل إلى مركز التجميع في حاسي الرمل؛ إذ يُجهّز للتسويق المحلي والدولي. أما المكثفات المستخرجة، فتُنقل إلى مركز التجميع في حوض الحمرة بحاسي مسعود. ويأتي ذلك في إطار منظومة نقل وتوزيع تهدف إلى تحقيق الكفاءة وضمان الاستمرارية في توفير الإمدادات للسوق.
ولضمان مطابقة المنتجات للمعايير التسويقية المعتمدة، يخضع الغاز الطبيعي وغاز النفط المسال لعملية دقيقة لنزع الشوائب. يتولى هذه العملية مختصون مؤهلون يعملون في أحد المختبرات التابعة لسوناطراك، حيث تُحلَّل عينات المنتجات باستعمال أحدث التقنيات للتحقق من جودتها وتوافقها مع المواصفات المطلوبة.
ويسهم مركب "ألرار" في دعم البنية التحتية للطاقة في الجزائر، بما يوفّره من إنتاج يومي كبير يلبي احتياجات السوق الوطنية والدولية. كما يُعد ضمان الجودة والتحليل المستمر للمنتجات جزءًا لا يتجزأ من رؤية سوناطراك لتعزيز موقعها مزودًا رئيسًا للطاقة وفقًا للمعايير العالمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
تفاصيل حريق مجمع الغاز الجزائري من موقع شركة سوناطراك.